يعمل باسل عباس وروان أبو رحمة معًا في مجموعة من الأدوات، من بينها الصوت، والصورة، والنص، وأعمال التركيب والأداء. تنغمس أعمالهما في التقاطعات بين الأدائية، وبين المخيال السياسي، والجسد والعالم الافتراضي. يسعى عباس وأبو رحمة من خلال أعمالهما إلى سبر مشهد معاصر يتسّم بأزمة تبدو دائمة و”حاضر” لا نهاية له، حاضر يتشكّل من خلال سياسة الرغبة والكارثة. تطرح جملة الأعمال التي قاما بها أسئلة حول هذا الجمود في الحاضر وتبحث عن سبل يمكن من خلالها انبثاق مخيّلة ولغة مختلفَين، ولا تحدّهما السرديّة والخطاب الاستعماري/الرأسمالي. في أعمالهما، نجدهما يعملان على استكشاف، وتنشيط، وابتكار الروايات، والأشكال، والإيماءات، والمواقع العرضية كموادّ لإعادة تخيّل إمكانيّات الحاضر. ثمة تأمل في الأفكار التي تدور حول الطرق المعوجّة في أشكال العودة، وفقدان الذاكرة، والإحساس بمشاهدة الأمر من قبل، وفي خضم هذه العملية، تتكشّف الانزلاقات بين الحقيقة والنبوءة (الأساطير، الخرافات، الأمنيات)، وما كان وما قد يكون. يتبع عباس وأبو رحمة نهج أخذ عيّنات من المواد الموجودة وكذلك تشكيلها، وهي تتّخذ شكل الصوت، والصورة، والنص والأشياء، وتعيد صياغتها في “نصوص” جديدة تمامًا. وتأتي النتيجة على شكل أعمال تتقصّى الإمكانات السياسية، والباطنيّة، والماديّة للصوت، والصورة، والنصّ، والموقع، فتتّخذ شكل التركيبات بالوسائط المتعددة وعروض الصوت والصورة.