مواصفات العمل
تطلّبت الحاجة المُتنامية إلى النفط وسائل ومعدّات مختصّة لترشيد عمليّات الاستخراج، والتكرير، والنقل، والتوزيع. وبفضل خاصّيّة البُعد والإغلاق الأمني التي تتّسم بها البنية التحتيّة للنفط، فإنّ الكثير من هذه الابتكارات الصناعيّة والتقنيّة يبقى في الغالب مجهولًا بالنسبة للمستهلك اليوميّ. وحقّقت منيرة القديري مجموعة من الأعمال النحتيّة استلهامًا من أحد تلك الأجهزة؛ رؤوس الحفّارات التي استخدمت في حفر طبقات الأرض للوصول إلى آبار النفط الجوفيّة. وعمل القديري المُعنون “أور- بت 1” (2016) (OR-BIT 1)، وهو عبارة عن رأس آلة حفر لولبيّة تقوم على نحو غامض برفع سنتمترات قليلة من وطيدتها، يُجسّد ما يشبه حيلة “بترو- سحريّة”. وكما يُلاحظ مايكل واتس (Michael Watts) فإنّ النفط “يحوي ميزات هوسيّة ؛ فهو يحمل معاني، وآمال، وتطلّعات تصبو إلى قدرات تفوق الخيال”. “أور- بت 1” يُمثّل النفط، والتكنولوجيا المستخدمة لاستخراجه، باعتباره أمرًا “أسطوريًّا” وإعجازيًّا. فالطاقة المُركّزة فيه تُنتج ظرفًا خياليًا لنموٍّ غير محدود واحتمالات لا نهائيّة. إنّه، وبالمعنى الحرفيّ للكلمة، يبثّ الحياة في الأشياء.
سيرة الفنان الذاتية
منيرة القديري(1983,الكويت)مقيمة في برلين ألمانيا و بيروت لبنان
منيرة القديري فنانة بصرية تستكشف في أعمالها الهويات الجندرية غير التقليدية، والثقافات النفطية ومستقبلها المحتمل، فضلاً عن موروثات الفساد. تلقّت تحصيلها العلمي في اليابان حيث نالت دكتوراه في فنون الوسائط الإعلامية من جامعة الفنون في طوكيو، وتركّزت أبحاثها على احصاءات الحزن في الشرق الأوسط النابعة من الشِّعر والموسيقى والفنون والممارسات الدينية