أقيم معرض فلسطين الدولي للفنون في بيروت عام 1978، وأحدث حراكاً في الجماعات الفنية الدولية لمناصرة الحركات المناهضة للإمبريالية والاستعمار في ذاك الحين. وأدى البحث في هذا المعرض إلى التعرف على حكايات “المتاحف في المنفى” الأخرى، والتي أقيمت معاصرةً لمعرض بيروت، ومنها المتحف الدولي للمقاومة لسلفادور أييندي وفنانون ضد الفصل العنصري، والفن المختص بشعب نيكاراغوا. وكان في إعادة بناء تلك القصص اقتفاء لأثر شبكات معقدة ومتداخلة لفنانين منشغلين بالهم السياسي ممن حشدوا جهودهم في صراعات أخرى ضد الحرب المستمرة في فيتنام، ديكتاتورية بينوشيه في شيلي، ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وانطلاقاً من فلسطين وانتهاءً بالتوسع إلى بقية أنحاء العالم، عرض مشروع “ذكر قلق” هذا البحث من معرض وثائقي أرشيفي، وكذلك كتاب يكشف عن التاريخ المهمش لشبكات فنية تضامنية عابرة للحدود.
“ذكر قلق: الفنانون والتضامن الدولي والمتاحف في المنفى”، كتاب من إعداد كريستين خوري ورشا سلطي، وهو يجمع مساهمات مفكرين وقيّمين فنيين وكتّاب وآرائهم حول هذه التواريخ والجهود المهمشة التي جرت في مدن بغداد وبيروت وبلغراد ودمشق وباريس والرباط وطوكيو ووارسو. كما يقدم الكتاب ترجمات النصوص الأساسية والمقابلات الأخيرة مع بعض الشخصيات المعنية.
ومن المنتظر أن تتحدث الكاتبة والباحثة كريستين خوري حول مشروع معرض “ذكر قلق” الأوسع نطاقاً، والمواد والشبكات التي تم إنشاؤها من خلال بحثها مع رشا سلطي، والمساهمات المتنوعة في الكتاب. وبعد كلمتها، ستنضم إلى حوار تديره ندى رضا، المنسقة والمديرة الفنية لمؤسسة إشارة للفنون، لمناقشة قضايا أشمل تتعلق بتاريخ التضامن العابر للحدود في الفنون وأصدائه المعاصرة.
كريستين خوري
كريستين خوري باحثة مستقلة وكاتبة تركزت اهتماماتها على تاريخ الفنون وبنيتها التحتية وطرق تداولها عبر التاريخ في العالم العربي، فضلاً عن اهتمامها بالممارسات الارشيفية ونشرها . وتشغل أيضاً منصب عضو في مجلس ادارة المؤسسة العربية للصورة في بيروت. قامت وبالتعاون مع رشا سلطي بإطلاق مشروع “ذكر قلق” وهو مشروع بحثي طويل الأجل بدأ في عام 2008، وتطوّر إلى مشروع وثائقي ومطبوعة بعنوان “ذكر قلق: الفنانون والتضامن الدولي والمتاحف في المنفى”، تم نشره من قبل متحف الفن الحديث في وارسو 2018. وأقامت كلا من خوري وسلطي منصّة تاريخ الحداثة العربية في مجموعة الفنون البصرية الفنية، والتي تركّز على التاريخ الاجتماعي للفن في العالم العربي.
ندى رضا
المديرة الفنية لمؤسسة إشارة للفنون. وشغلت في السابق منصب منسقة البحوث في مركز أبحاث تيت آسيا، مع التركيز بشكل خاص على منطقة جنوب آسيا. وساهمت في معارض “ميشاك جابا: متحف الفن الأفريقي المعاصر” (2013)، كما شاركت في تنظيم معرض “بوبين خاخار: لا يمكنك إرضاء الجميع” (2016). وإلى جانب الإشراف على المشاريع والفعاليات البحثية، عملت على عرض أعمال من إبداع منير شاهرودي فارمانفارمايان، زارينا هاشمي، شيلا غودا، عمار كانوار، ومريناليني موخرجي. وكانت رضا ضيفة الشرف في حفل جوائز أبراج كابيتال للفنون عام 2014، ووجهت إليها الدعوة لتكون القيمة الفنية لمعرض بعنوان The Missing One لصالح قمة دكا للفنون في بنغلاديش ومكتب الفن المعاصر في النرويج (2016). وسبق لندى رضا أن عملت في الفن الدولي في Iniva وفي Green Cardamom لندن، ولها علاقات قوية بأبرز الشخصيات الفنية في مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا. وهي حاصلة على درجة الماجستير من كلية تشيلسي للفنون والتصميم، ومرشحة للدكتوراه في معهد كورتولد للفنون.
انـظر جميع الفعاليات