يجمع هذا المعرض بين اللوحات، والصور الأرشيفية، والرسومات التخطيطية، والمواد سريعة الزوال، ليقدّم لقاءً غامراً مع عالم الفنّان المر، حيث تتّحد الذاكرة والمشهد الطبيعي والهوية وتتموّج عبر الزمن. يستكشف هذا المعرض، الذي يركّز على الأعمال التي أنتجت بعد عام 2018، شعور الفنّان المتغيّر بالانتماء وبُعده عن وطنه السودان في أزمنة المنفى والتمزّق السياسي.
يعكس المر نشأته بالقرب من النيل الأزرق من خلال لوحات زاهية تتشابك فيها الذاكرة والأساطير، حيث رسّخت الصناعة، والزراعة، وحياة الكادحين صوراً دائمة في وجدانه، لتجسّد التيّارات الاجتماعية والسياسية الخفية للحياة اليومية، وتستند هذه اللوحات إلى الإرث الفوتوغرافي لـ “استوديو كمال” الخاصّ بعائلة الفنّان في الخرطوم. يعيد المر توظيف الصور الأرشيفية، ليظهر الأشخاص المصوَّرين في صوره مرّتين: مرّة عبر فيلم التصوير، ومرّة أخرى عبر الرسم، ليمنح مظهرهم وجهة نظر مغايرة.
يسلّط المعرض الضوء أيضاً على محورَي الانعكاس والانكسار؛ وكيف تنشطر الذات وتعاد صياغتها من خلال الصور المشوّهة، والأنا البديلة، والنزوح. ومن هذا المنظور، تصبح ممارسة المر الفنّية وسيلة لنقل أفعال الرؤية والشهادة على الواقع بأسلوب مختلف.
تنسيق المعرض: زين الساعي وقطوف العبيد
نبذة عن الفنّان
ترتبط الرحلة الفنّية لصلاح المر (مواليد 1966، الخرطوم؛ يقيم ويعمل في القاهرة) ارتباطاً وثيقاً بالتراث الثقافي السوداني، وتتردّد أصداء أعماله مع الروح الرائدة لمدرسة الخرطوم وحركات الحداثة ضمن الشتات الأفريقي والعربي. تعدّ أعماله، المستوحاة من طفولته قرب النيل الأزرق، انعكاساً للتاريخ الثقافي السوداني الغني، وتمزج لوحاته بين التجريد التصويري والمواضيع العائلية، مجسّدة الأوجه المتعدّدة للحياة السودانية. رسّخت أعماله مكانتها في مجموعات عالمية مرموقة، مثل متحف سميثسونيان الوطني للفن الأفريقي، ومتحف الفنّ الحديث في نيويورك، ومركز بومبيدو، ومعهد مينيابوليس للفنون، ومتحف زايتز للفنّ المعاصر في أفريقيا، ومتحف الشارقة للفنون، ومؤسّسة غندور للفنون، ومتحف الفنّ الأفريقي المعاصر في المغرب، ومتحف داكوتا الشمالية للفنون.
شرح الصورة:
صلاح المر، “نار خلف الجبل”، (2025). بإذن من الفنّان.
انـظر جميع الفعاليات