علاقات الضيوف

يشكل معرض “علاقات الضيوف” بحثاً موسعاً في التحولات التاريخية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي رافقت عملية تطوير السياحة وتعزيزها، وذلك من خلال ما يعرضه من أعمال فنية ومواد أرشيفية وأبحاث معمارية تم جمعها من مختلف مناطق الجنوب العالمي. وينبثق هذا المعرض من مدينة دبي، مستجيباً لسياقها العام – المدينة التي تعدُّ واحدة من أسرع الوجهات السياحية نمواً في العالم. حيث أصبحت دبي نموذجاً عالمياً يحتذى به للتنمية العمرانية والنهضة السياحية المستندة على الاستثمارات الحكومية والخاصة في قطاع الضيافة، ضمن استراتيجيات تعزيز القطاعات الاقتصادية غير النفطية في الدولة. ويركز هذا المعرض على التعقيدات الاجتماعية والاحتمالات السردية لقطاع الضيافة والسياحة مبتعداً عن أشكال الفخامة والإبهار، لإيضاح المعالم الثقافية والتاريخية لما يمكن أن نسميه بـ “مهنة الترحيب”.

وفي سياق تركيز المعرض على طبيعة التعاملات في الضيافة الحديثة، فإنه يضع الفندق موضع السرد التاريخي ويراه على أنه موقعٌ للبحث الفني، كما يشير إلى دراسة مواقع ومنصات سياحية رئيسية أخرى في قطاع الضيافة، مثل خطوط الطيران والسفن السياحية والمدن الترفيهية ومواقع التواصل الاجتماعي. وتعدُّ الفنادق ذات أهمية خاصة، إذ أنها مساحاتٌ للسكن المؤقت لطالما منحت النزلاء الراحة والأمان المنزلي بعيداً عن أوطانهم، كما أنها تنطوي على محادثات وعلاقات معقدة بين الضيف والمضيف. وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، أصبحت الفنادق في منطقة الخليج بمثابة محركات لعملية الحداثة، كما أنها معالم حداثية مهمة ومراكز حيوية ومحافل مجتمعية، وإن كانت حصرية، فقد وفرت لضيوفها فرصاً نادرة للاستجمام والاستمتاع بما تقدمه من خدمات ووسائل راحة وترفيه شبه خاصة، حتى أصبحت بعض تلك الفنادق وكأنها بوابات سحرية تفتح لعوالم مذهلة أخرى، فهي مناطقٌ استثنائية بمعنى الكلمة، حيث يسمح على أراضيها بذريعة السياحة بممارسات خارج الأعراف الاجتماعية السائدة.

ويتتبع معرض “علاقات الضيوف” تاريخ الفنادق وتطورها، ابتداءاً من عصور الغطرسة الاستعمارية وصولاً إلى انتشارها الحالي في زمن العولمة، ليسرد لنا تاريخ القومية والحداثة والحروب، وتقاطعاتها مع العمالة والطبقات الاجتماعية، وذلك من خلال تتبع أثر البنى التحتية الملموسة وغير الملموسة لقطاع الضيافة.

يستضيف المعرض أعمال الفنانين:
أحمد ماطر، أسماء بلحمر، آلاء يونس، إيسا جوكسون، بارك سانيونغ مع لي سومي، بيو آباد، تارين سيمون، تينزينج داكبا، جوانا حاجي توما وخليل جريج، حسين بحري ألبتكين، حلمي جوهاندي، رانجيت كاندالجاونكار، ريّان تابت، سفاي كين، سلمى سري، سونغ تيو، شيزاد داوود، صوفي كال، عبد الخالق عزيز، لانتيان شي، لمياء قرقاش، ماتي جوري مع نبلة يحيى، ماريو غارسيا توريس، مروان رشماوي، مروة ارسانيوس، ميشاك غابا، مايكل راكوفيتز، نادي أبو سعادة، هند مزينة، هالي تنجر، ييو تيرادو ريفيرا.

ويحظى معرض “علاقات الضيوف” بالتقييم الفني من كلٌّ من مرتضى فالي ولوكاس مورين.

صورة الشعار: حلمي جوهندي، تجربتي في رافلز، 2019، ألوان زيتية على كانفاس، 60 × 90 سم. حقوق الطبع: حلمي جوهندي. مجموعة دايسوك مباتسو. مع التقدير لمعرض أوتا للفنون الجميلة، سنغافورة/شنغهاي/طوكيو.

انـظر جميع الفعاليات

شارك