العمل التركيبي الأدائي “حنّون” للفنان تيسير البطنيجي هو عملٌ خاص بالموقع يأخذ هيئة غرفةٍ تعكس حجم استديو الفنان في غزة، المكان الذي يصعب الوصول إليه الآن. إذ بعد فترة قصيرة من الانتهاء من بناء الاستديو في عام 2001 غادر الفنان غزة، مستمراً في العودة كل عام إلى أن تم إغلاق المعابر الحدودية في عام 2006 ومنع بعد ذلك أي دخول للقطاع. بقي الاستديو متروكاً منذ تلك الفترة وقصفته مؤخراً قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء الإبادة التي .تحدث حالياً 

استوحى الفنان عمل “حنّون” من ذكريات طفولته التي تعود إلى عام 1972، حيث كان البطنيجي يعُرف بانشغاله في شحذ أقلام الرصاص تفادياً لأداء واجباته المدرسية. وفي هذا العمل تنتشر على أرضية الغرفة نشارة أقلام حمراء تقودنا نحو صورة في نهاية المسار تضم استديو البطنيجي، وتشبه نشارة الأقلام حقلاً من الخشاش الذي يعدٌّ رمزاً وطنياً لفلسطين يجسّد ألوان العلم الفلسطيني وغالباً ما يرتبط بذكرى الشهداء.

يمكن اعتبار “حنّون” على أنه مساحة حميمية مخصصة للتأمل والحلم، بينما تخلق في الوقت ذاته عتبة لا يمكن عبورها. يأتي هذا العمل على خطى عدد من المشاريع الأدائية التي يقدمها الفنان ليستحضر مفاهيم الذاكرة والإبادة وعدم الإنسانية وتناقضات التدمير/البناء أو التهجير/حق العودة.

عن الفنان

تيسير البطنيجي (مواليد غزة 1966، يعيش ويعمل بين باريس وفلسطين) درس الفن في جامعة النجاح الوطنية في نابلس في فلسطين، وحصل عام 1994 على زمالة للدراسة في الكلية الوطنية للفنون في بورجيه الفرنسية. ومنذ ذلك الحين ينتقل البطنيجي بين بلدين وثقافتين ساهمتا في تطوير ممارسته الفنية متعددة الوسائط لتشمل الرسم والأعمال التركيبية والتصوير الفوتوغرافي والفيديو وعروض الأداء. غالباً ما تعكس أعمال البطنيجي مفاهيم عدم الثبات والهشاشة، وهي تستمد الإلهام من تجربته وقصته الشخصية ومن الأحداث الجارية والتاريخية.

شارك البطنيجي في العديد من المعارض الجماعية والبيناليات، بما في ذلك بينالي برلين (2022)، ومركز بومبيدو (2014)، وبينالي اسطنبول (2012)، وبينالي البندقية (2011، 2009 و2003). في السنوات الماضية تم تنظيم معارض فردية له في المتحف العربي للفن الحديث في عام 2022، ومتحف “فال دو مارن” للفن المعاصر في عام 2021، وملتقى “آرل” للتصوير الفوتوغرافي في عام 2018. حصل على برنامج الإقامة “إيمرجن”، المدعوم من مؤسسة “ايرميز”، بالتحالف مع مؤسسة “آبرتشر” في عام 2017، وجائزة مجموعة أبراج للفنون في عام 2012.

“غرف الفنانين” هي سلسلة من المعارض الفردية الموجزة مستمدة إلى حد كبير من مجموعة مقتنيات فن جميل، يتم تنظيمها من خلال حوار تعاوني مع الفنانين.