سعاد حسني أسطورة سينمائية في جيلها، تألقت في 82 فيلماً في الفترة من 1959 وحتى العام 1991، وكانت من نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية. أطلق عليها الجمهور لقب “سندريلا السينما العربية”، بسبب قصة حياتها الملهمة، علاوة على مقدرتها البارعة في تجسيد المرأة العربية العصرية بمختلف أنماطها وخلفياتها بكل ألق وسلاسة في الأداء وتقمص للشخصية بحرفية عالية. وذات يوم من العام 2001، ذهل الجميع لخبر انتحارها من شرفة شقتها في إدجوير رود، لندن، في ملابسات بقيت غامضة إلى الآن.

يأتي فيلم “اختفاءات سعاد حسني الثلاثة” وثائقياً في نوعه، واعتمدت المخرجة في صياغته على تسجيلات فيديو قديمة للأفلام المصرية، لتقدم لنا تراجيديا من ثلاثة فصول، تحكي لنا سعاد حسني من خلالها قصة حياتها بنفسها. ويمكن اعتبار الفيلم بورتريه للنجمة التي ربما لم تنفصل ملامح حياتها الشخصية عن تلك الشخصيات المتنوعة التي قدمتها عبر الشاشة الفضية، كما يعتبر هذا العمل تأملاً في كل من صورة المرأة على الشاشة السينمائية وذلك الحيز الذي تشغلها السينما في مخيلاتنا، من خلال صورة جميلة لأيقونة السينما المصرية التي أسرت الخيال العربي الحديث. ويحيلنا “اختفاءات سعاد حسني الثلاثة” إلى اختفاء سعاد حسني ، علاوة على اندثار العصر الذهبي للإنتاج السينمائي المصري، ومراحل ظهور وغياب شرائط الفيديو في قالبها القديم، بعد حقبة زمنية تربعت فيها شرائط الـ VHS على عرش توزيع أعمال هذا الفن السابع.

الفيلم من إنتاج جون فيلمز، بدعم من آفاق، سي إن سي (فرنسا)، فيدلاب (مارسيليا)، جاليري سربنتاين (بريطانيا)، ومؤسسة الشارقة للفنون (الإمارات)

رانية اسطفان (المولودة في 1960): فنانة ومخرجة سينمائية تعيش في بيروت، لبنان. برعت في التعامل مع المواد الأرشيفية لتصنع منها أعمالاً سينمائية وثائقية تجريبية. ومن أفلامها: “قبيلة” (1993)، “محاولة في الغيرة” (1995)، ” هوامش الساحة ” (2005)، “لبنان/الحرب” (2006)، “دخان على الماء: 7 مرّات الهرمل” (2007)، وعن غزة قدمت ” ضرر : لغزّة، أرض البرتقال الحزين” (2009)، و”اختفاءات سعاد حسني الثلاثة” (2011)، ” ذاكرة لمفتّش وحيد 1″ (2015)، ” احتجاج بثلاث حركات ” (2017)، و”العتبة” (2018). وعرضت أعمالها في متحف الفن الحديث في نيويورك (2012)؛ وفي منتدى أشغال داخلية بيروت (2012 و2015)؛ وجاليري ماريان غودمان (2014) ومجموعة متحف الفن الحديث، ومؤسسة لوي فوتون.