fbpx
هانا توليكي: جلود الفقمات

فيلم “جلود الفقمات” للفنّانة هانا توليكي هو تأمّل صوتي وكوريغرافي يدور حول الفقدان والشوق والتحوّل.
يُحكى في القصص الشعبية الاسكتلندية عن وجود كائنات تُدعى “سيلكي”، وهي مخلوقات أسطورية تشبه الفقمة تتخلّص من جلودها لتخرج من البحر بهيئة بشرية. يُعد جلد الفقمة عنصراً أساسياً لعملية التحوّل، إذ قد يظلّ الـ “سيلكي” حبيس هيئته البشرية أثناء وجوده على اليابسة إذا فُقد جلده أو سُرق أثناء زيارته للعالم البشري، ليصبح عاجزاً عن العودة إلى الماء. أمّا في عالم البحار، تتعدّد أوجه الـ “سيلكي”، فقد ينتقم بعضها لمقتل فقمة أخرى عبر إغراق قارب صيّادها، وقد نجد بعضها الآخر أكثر طيبة ودماثة، فيساعد بحّاراً تائهاً في عاصفة، ويمنحه مأوى في مملكته الساحرة تحت الماء. تناقلت أساطير الـ “سيلكي” عبر الأجيال، إلى جانب الألحان الشبيهة بنحيب الفقمات وأغاني ندائها واستدعائها.
اعتقد البعض أنّ الفقمات ومخلوقات الـ “سيلكي” تُؤوي أرواح الموتى. وبالتالي، لربّما قد كان الغناء للفقمات أو برفقتها يحيي الماضي ويمنح شعوراً بالاتّصال بالراحلين، مقدّماً سبلاً لتجاوز لوعة الفقدان وإعطاء شكل وهوية للأحزان الشخصية والجماعية.
تمّ تصوير فيلم “جلود الفقمات” في منطقة أبردينشاير الساحلية عند مصبّ نهر إيثان، حيث تستلقي مئات الفقمات على ضفافه، ويستكشف الفيلم معنى “أن يتّحد كيان المرء مع فقمة”. وبالاستناد إلى الأساطير التي تتناول الكائنات الهجينة بين البشر والفقمات والممارسات الموسيقية القديمة، تقدّم الفنّانة توليكي أسلوباً مغايراً للحداد عند الفقدان الشخصي والبيئي عبر آليات فلكلورية للتعامل مع الحزن.
يُقدَّم فيلم “جلود الفقمات” كجزء من برنامج “كيف تعاود الظهور”، وهو سلسلة أفلام تمتدّ على مدار العام. يتولّى تنسيق البرنامج: إندرانجان بانيرجي.

يُقدّم برنامج “كيف تعاود الظهور” سلسلة أفلام تستكشف معاني التجدّد والبقاء والمثابرة في صور متغيّرة. تأخذ هذه الأفلام المشاهدين في رحلات عميقة حول لحظات الانتقال والتحوّل، مع التركيز على حدّة هذه العمليات وعذوبتها، وما يرافقها من لحظات الصدمة والارتباك. في هذه القصص، تصبح الأجساد والأراضي والتضاريس مساحات يتجلّى فيها التحوّل، وتسلّط الضوء على هشاشة الأجساد والمناظر الطبيعية، في الوقت الذي تُشكِّل فيه الأساطير والأوهام والعوالم الافتراضية تصوّراتنا عن التغيير وكيفية تحمّله والتعايش معه.

هانا توليكي هي فنّانة وملحّنة ومؤدّية بريطانية-فنلندية، مقيمة في اسكتلندا. ترتكز أعمالها على استكشاف صلتنا بالعالم الذي يتخطّى الكينونة البشرية. وعبر منهج يتقاطع فيه فنّ الصوت، والموسيقى، والفنّ البصري، والأداء الحي، تزاوج توليكي بين التلحين الصوتي، وأنماط التعبير، والعناصر البصرية، كالأزياء، والكوريغرافيا، والتدوين المصوّر، لتروي “حكايات إعادة صياغة العالم” عبر أعمال تركيبية آسرة، وصور متحرّكة، وعروض أدائية حية. تمّ تكليف توليكي بأعمال من قبل مؤسّسات رائدة في مجالات الفنون البصرية، والموسيقية والأدائية، وقد عرضت في المملكة المتحدة، وأوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، والهند، والشرق الأوسط، بما في ذلك بينالي فولكستون (2025)، وبينالي سيدني (2022)، وبينالي هلسنكي (2021)، وبينالي كوتشي-موزيريس (2016)، ومهرجان إدنبرة الفنّي (2015).

هانا توليكي
جلود الفقمات
2022
فيديو أحاديّ القناة، مع ألوان، بمقاس عرض 16:9، وصوت بتقنية ستيريو
مدّته 19 دقيقة و15 ثانية

انـظر جميع الفعاليات

شارك