إلى الجانب / على المسرح

الصورة: خور دبي، 1977. بإذن من مكتبة جون آر هاريس.

يسلّط معرض إلى الجانب / على المسرح الضوء على نسخةٍ ماضيةٍ من مدينة دبي، والتي هُدَّتْ معظم بناياتها أو أُلقيَت في ظلال حاضر المدينة الجديدة. يستولي هذا المعرض من تقييم تود ريس على ردهة مركز فن جميل، كما يسعى بالتزامن مع المطبوعة المصاحبة له إلى تقصّي آثار مدينة دبي في الماضي الحديث عبر استعراض مجموعة من شرائح الصور الفوتوغرافية للمرة الأولى، والتي عُثر عليها وقام بالتقاطها المعماريّان ستيفين فينش ومارك هاريس أثناء تجوّلهاَ في مدينة دبي ومواقع البناء فيها خلال الأعوام من 1976 وحتى عام 1979. وهو ما جاء بالتزامن مع عملهما في مكتب جون آر هاريس وشركاه البريطاني للهندسة المعمارية الذي أشرف على تنفيذ عددٍ من عمليات التحوّل العمرانية البارزة في مدينة دبي. ومن خلال العمل عن كثب مع مركز جميل للفنون، يقوم المهندس المعماري والكاتب تود ريس بتجميع تلك الصور في سردٍ مكاني للماضي القريب الذي كان يدور حينها حول المستقبل.

لم تُلتَقَط الصور المقدمة في هذا المعرض لأغراضٍ تجارية أو وثائقية أو كصورٍ فوتوغرافية فنية، بل كانت بمثابة ملاحظاتٍ مرئية التقطها مهندسون معماريون محترفون كمشاهداتٍ مُسَجّلةٍ عن حياة المدينة التي أنجزها أولئك الذين تم التعاقُد معهم لتشكيل حياةٍ مدنيةٍ مستقبلية للمدينة. وبذلك، فلم يُلتقط أي من هذه الصور ليُعرض أساساً، إلا أن جمعها وتقديمها في معرضٍ فنّي بهذا الأسلوب يقدّم الوسيلة عبر نظرة المُشاهد للتأمل في مدينةٍ حديثة التخطيط حينها.

يأتي معرض إلى الجانب / على المسرح بدعمٍ من مؤسسة بارجيل للفنون، ويرافق المعرض إصدار مطبوعة تتضمن المقال الأصلي بقلم تود ريس حول موضوع المعرض، إضافة إلى ما يقارب 100 صورة تنشر للمرة الأولى في هذا السياق. تأتي هذه المطبوعة ثمرة للتعاون ما بين مركز فن جميل وخط للكتب، وبتصميم من قبل هدى سميتسهوزن أبي فارس.

تستضيف مدينة دبي معرض إكسبو الدولي خلال الفترة من أكتوبر 2021 وحتى مارس 2022 في مدينةٍ عُرِضَت على كافة المسارح الدولية بأناةٍ خلال الأعوام السبعين الماضية. وهي مدينةٌ قادَ نشاطاتُ تطويرها الحضري والعمراني مشاهدُ مُتَصَوَّرةٌ عن إمكانياتها الكامنة منذ زمن تخفيف الضوابط البريطانية على صلاحيات دبي التجارية في خمسينيات القرن الماضي. وبالعودة إلى حقبة التقاط الصور الفوتوغرافية المعروضة هنا، فقد كانت قفزةٌ هامة في طموحات التنمية قد بدأت بالفعل حينها في ضواحي المدينة كان منها إنشاء مطار جديد، ومرفأ في وسط البحر، ومستشفى متكاملٍ جديد. وهي جميعها جهودٌ لم تأتِ – في ذلك الحين – كنتيجةٍ لنجاح مدينة دبي اليافعة حينها، بل وقد شكَّلَت تلك الهياكل العمرانية بالأحرى لما يشابه نماذج صالات العرض التي تؤذن بوصول المدينة القادمة وإمكاناتها المستقبلية، ذلك في حين مثّل بناء مشهد البنى التحتية لمدينة دبي في واقع الأمر لموضوع العرض ذاته، كاشفاً بدوره عن ملامح المدينة الجديدة.

يلتقط معرض إلى الجانب / على المسرح مشاهدَ لمدينةٍ مأهولة بأفرادٍ من مختلف مسارات الحياة، يعيشون جميعهم في الحاضر بوضوح، لكنهم موظّفون لتشكيل المستقبل. كما تستحضر الصور الفوتوغرافية الستّون المقدمة في هذا المعرض -والتي يصاحبها عددٌ من السياقات الأرشيفية والإعلامية المحلية والدولية الأخرى – لأسلوب استعراض أولئك الساكنين لمدينتهم، والتي شكّلَت في ذاتها نموذجاً لما يتجاوزها

يشارك ريس في هذا المعرض مواداً جُمعت على مدى أكثر من عقد من الزمن أثناء دراساته وتعمّقه كأحد أبرز الخبراء في مجال التحولات العمرانية التي شهدتها مدينة دبي خلال القرن العشرين. كما يمثّل هذا المعرض فرصة لمقيمي وزائري المدينة ليستكشفوا عن كثب بعض الأدلة المطروحة هنا على الطموح المبكر والجهود الكبيرة التي صنعت من مدينة دبي ما هي عليه في يومنا هذا.

تستجوب أعمال تود ريس الممارسات العالمية للهندسة المعمارية، وتحديداً كيفية مساهمة المهندس المعماري في نشر التقنيات والقصص الثقافية المرتبطة بذلك. يتقصّى كتابه (المدينة التحفة: كيف صنعت الهندسة المعمارية مدينة دبي) (مطبعة جامعة ستانفورد، 2020) للطرح والتقديم المعماري لمدينة دبي بأسلوبٍ يروّج لها على المسرح العالمي. كما شارك ريس أيضاً سلطان سعود القاسمي في تحرير كتاب (بناء الشارقة) (بيركهاوزر، 2021)، والذي يُعَدّ دراسةً أرشيفية حول تلاشي معالم ومنظر مدينة الشارقة العام العائد للقرن العشرين.

انـظر جميع الفعاليات

شارك