مواصفات العمل
يجمع جايسون دودج في أعماله النواحي العملانيّة والماديّة المحسوسة، بالنواحي الهامشيّة والتَخَيُّلِيّة. وهو بفضل تجاربه واستكشافاته الفنية على مدى الأعوام العشرين الماضية قام برصد قابليّتنا على الاستيعاب وقدرتنا على استخدام حواس أخرى تتخطّى حاسّة نظرنا المباشر. ونمّى دودج في سياق ممارساته فهماً فكريّاً يتجاوز التصنيفات المعهودة في عيشنا، كمثل تصنيفات المجسّمات، والفن، والعمل، والحياة، فذهب الفنان إلى اعتبار أنّ الفكر بحدّ ذاته لديه القدرة على التعامل مع أشْرَاك المجتمع الإستهلاكي في القرن الحادي والعشرين والتعالي عنها.
وتُسائل أعمال دودج أنظمة التقييم عبر اتّباعها مسارات التفويض والتعاون والتحوّلات المنظوريّة، كما من خلال استخدام مواد غير متوقّعة يقترح الفنان عبرها نظاماً بديلاً يكمن وراء المألوف والاعتيادي. ويُجري دودج إعادة تقويم لصنف المجسّمات، كي يجعله ركيزة أو عاملاً مُسرّعاً لإدراكٍ كامن وراهنٍ حسّي. والمجسّمات والتركيبات والأجسام البدائيّة التي تبدو أحياناً أجساماً في طور التكوّن تتألّف من أغراض بسيطة انتُزعت من سياقٍ، أو من شبه سياقٍ، كان يعمل في الأصل. وحدها عناوينها تشير ببضع كلمات إلى خليط المواد الغريب، وإلى الخلفيّات والمواقع المُحيّرة.
وغالباً ما يوظّف دودج خدمات آخرين لتحقيق أعماله، مُفوّضاً عملية الإنتاج تلك، ومؤكّداً على أنماط العمالة المتعدّدة. وهذه أفعال وممارسات تجسّد طبيعة الحياة اليوميّة ومادّتها. ومن أجل عمله هذا “الظلام يهبط على 6أ مانيك بنغالو أوم سيدهاراج سوسايتي هريشيوان بوريفالي إيست مومباي 400066″، قام بتكليف أحد الأشخاص إخراج كلّ الأغراض التي تُصدر ضوئاً من بيتٍ في الهند. وتُعرض هذه الأغراض معزولة على أرضيّة صالة العرض. ومع عنوان العمل فإنّ تلك الأغراض، وهي مصابيح كهربائيّة، لمبات نيون، شموع، وأعواد ثقاب، تبدو للوهلة الأولى كما لو أنّها اختيرت إعتباطيّاً، إلّا أنّها لا تلبث أن تستدعي صورة ذاك البيت المهجور.
سيرة الفنان الذاتية
جيسون دودج (1969، بنسلفانيا) -مقيم في برلين
تجمع أعمال الفنان جيسون دودج بين كل ما هو خيالي وهامشي وما هو واقعي وملموس. تتناول أبحاثه التي أجراها على مدار عشرين عامًا مدى قوة الإدراك والحساسية الملموسة الناتجة عن إشراك حواس أخرى خارج نطاق الرؤية البصرية ومحاولة إدراك الفكر الذي يُعتقد بأنه في حد ذاته ينطوي على إمكانية الإبحار قُدمًا وتجاوز الصعوبات التي تواجه المجتمع المستهلك في القرن الحادي والعشرين. كان لجيسون العديد من المعارض الفردية في كلية “Neubauer Collegium for Culture and Society” في شيكاغو (2018)؛ جاليري فرانكو نيورو في تورينو (2018)؛ جاليري ” شينكيل بافيليو” في برلين (2017)؛ جاليري ” مرسر يونيون في تورنتو (2016)؛ مركز الفن المعاصر والحديث في جنيف (2015). وقد قُدّمت أعمال الفنان في معارض فنية كبرى مثل جاليري ” Meessen De Clercq” في بروكسل (2019)؛ مركز بومبيدو، في ميتز، فرنسا (2016)؛ تينيال بوفورت، بلجيكا (2018)؛. وقد عُرضت أعماله ضمن المجموعات الدائمة في المعارض المختلفة مثل: جاليري”كوركوران للفنون” في واشنطن؛ جاليري “مودرنا موسيت” في ستوكهولم؛ متحف “سولومون جوجنهايم” في نيويورك؛ و”متحف إسرائيل” في القدس.