عمل “عبور: نباتُ رحلةٍ” الذي حقّقته آسونثيون مولينوس جوردو ليكون حديقة الفنان الثانية التي يكلّفُ مركز جميل للفنون فنّانينَ بتحقيقها. وإلى جانب الحدائق السبع في المركز التي صمّمتها أنوك فوجيل (Anouk Vogel) ثمّة فسحة متروكة لفنّان(ة) للإنبات والاختبار فيها، عبر تفويضٍ سنوي من المركز.
ويتكوّن العمل من حديقةٍ أنبِتت من بذورٍ سافرت في أمعاء أشخاص يعيشون في مدينة دبي أو يزورونها. معظم الحبوب التي نأكلها في وجباتنا اليوميّة تبقى موجودة وتنجو من عمليّة الهضم التي يمارسها الجسد البشري، وهي تُبقي أجسادنا سليمة وقابلة للإنبات. وتستقبل دبيّ، المدينة العالميّة ومركز أعمال الشرق الأوسط، ما يقدّر بـ 90 مليون زائر ومسافر في كلّ عامٍ كمعدّل وسطي، وهم يأتون من 270 وجهة عبر القارات الست. وتتميّز العادات الغذائيّة لسكّان دبي المتنوّعين بفرادتها. وتنتهي جميع البذور والحبوب التي تناولها سكّان المدينة وزائروها في موقعٍ واحد – مركز معالجة الصرف الصحّي في منطقة العوير. ولو جرى تهيئة الأجواء المناسبة فإنّ هذه البذور الموجودة في مصفاة التنظيف الأخيرة، في مركز المعالجة، سوف تُبرعم وتنمو كي تصبح نباتات ناضجة.
وتنمو نباتات حديقة الفنّان التي حقّقتها مولينوس من تلك البذور التي ما زالت موجودة. ويتفكّر المشروع بالموضوعات الكامنة خلف مظاهر العولمة والتواصليّة والحركة والتعايش، كما أنّه يسائل انقسام الطبيعة – الثقافة، الذي يعتبر النشاط الإنساني منفصلًا عن المظاهر الطبيعيّة الأخرى. فتقوم الفنّانة من خلال بحثها المديد وعبر إنبات البذور، بإعادة النظر في واقع التواصل البشريّ\الطبيعي.
وأمكن تحقيق العمل بفضل دعم كريم من بلديّة دبي، برنامج AC/E لتدويل الثقافة الإسبانيّة (PICE)، الجامعة الأميركيّة في الشارقة، و”سيا”،(Sia) لهندسة المجال الأرضي. وسيتمّ تقديم مرحلة مقبلة من المشروع ضمن “آرت دبي” في مارس 2020 القادم، وذلك بسياق التعاون مع برنامج التكليفات الفنية في هذه الفعاليّة، والقيّمة عليه ناتاشا بيتريسن باتشيليز (Natasa Petresin Bachelez).
عن آسونثيون مولينوس جوردو
ولدت عام 1979، في أراندا دو دويرو، بورجوس، إسبانيا. تعّد مولينوس فنّانة تنتهجُ البحث في الدرجة الأولى، وهي شديدة التأثّر بعلمَيّ الإناسة والاجتماع والدراسات الثقافيّة. وتُسائل الفنّانة في ممارساتها التصنيفات التي تُعرّف “الابتكار” في السجالات السائدة اليوم، فتسعى إلى توليد طريقة بديلة من خارج المركزيّة المدينيّة لفهم مظاهر التطوّر.
تحتلُ قضايا الفلاحين المعاصرة موقعًا محوريًّا في أعمالها. ولا يقتصر فهمها لصغار ومتوسّطي الفلاحين باعتبارهم مجرّد منتجي غذاء، بل هي تنظر إليهم كمُنتجي ثقافةٍ مسؤولين عن إدامة المعارف التقليديّة وتوليد الخبرات الجديدة. وتستخدم الفنّانة في ممارساتها الأعمال التركيبيّة، والتصوير الفوتوغرافي، والفيديو، والصوت، وغيرها من الوسائط التي ترصد عبرها مناطق الريف، مدفوعة برغبةِ فهم قيمة وغنى النتاجات الثقافيّة لتلك المناطق، والأعباء التي تبقيها مهمّشة وخارج المشهد العام المتداول.
وأنتجت مولينوس جوردو أعمالًا تتفكّر من خلالها باستخدامات الأرض، وعمارة الرُحّل، وإضرابات الفلّاحين، والبيروقراطيّة المتعلّقة بالأراضي، وتحوّلات العمل الريفيّ، وبالتكنولوجيا البيولوجيّة وسوق الغذاء العالمي.
وحازت الفنّانة على جائزة بينالي الشارقة 2015 عن مشروعها ” متحف زراعة العالم” (WAM-World Agricultural Museum)، كما مثّلت الجناح الرسمي لإسبانيا في الدورة الـ13 لبينالي هافانا 2019. وعرضت أعمالها ضمن عددٍ من الفعاليات منها “متحف فكتوريا وألبيرت” لندن، “مؤسسة دلفينا (Delfina Foundation) لندن، “أرنولفيني” (ARNOLFINI) بريستول، “جاليري تاون هاوس” (Town House Gallery) القاهرة، “دارة الفنون” عمّان، “ترانزيت” (Tranzit)براج، “آرت بازل ميامي بيتش(Art Basel Miami Beach)الولايات المتّحدة، “مهرجان كابادوكس” (Cappadox Festival) يوشيسار- تركيا، “المتحف الفنلندي للتصوير الفوتوغرافي” (The Finnish Museum of Photogtaphy) هلسنكي، “متحف كاريلو جيل” (Museo Carrillo Gil) ، “متحف دو آرت دو زابوبان” (Museo de Arte de Zapopan) (المكسيك،”ميوساك”(MUSAC) ليون، إسبانيا ) كا2أم) (CA2M)مدريد، إسبانيا “كاب دو بورجوس” (CAB de Burgos) إسبانيا،”ماتاديرو” (Matadero)مدريد، إسبانيا،”و لا كاسا إنسينديدا(La Casa Encendida) مدريد، إسبانيا و غيرها.
حازت على شهادة الفنون الجميلة من “جامعة كومبلوتينس في مدريد”(Universidad Complutense de Madrid)، حيث تابعت أيضًا دراستها العليا في نظريات الفنّ المعاصر وممارساته. وتتابع راهنًا دراسة الأنثروبولوجيا والإثنوجرافيا في UNED إسبانيا.
تتعامل الفنّانة مع جاليري “ترافيسيا كواترو” (Traversia Cuatro) وتعيش بين إسبانيا ومصر.
نقاش يجمع آسونثيون مولينوس جوردو وداون روس من فريق فن جميل والكاتبة والباحثة ناديا كريستيدي، حول بحثها القائم على استنبات البذور المستخلصة من فضلات بشرية، تأملاً في أفكار البيولوجية البشرية والحركة والتعايش.