المبنى
صُمم مركز جميل للفنون، الذي يعد من أوائل مؤسسات الفن المعاصر المستقلة في دبي، بواسطة شركة “سيري آركيتكتس” التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، وتولى الإشراف على التصميم مديرها كريستوفر لي. يتألف المبنى من ثلاثة طوابق تضم صالات عرض، ومركز بحث ومكتبة متاحة لعامة الجمهور، ومساحات مخصصة للمشاريع والفعاليات، وشرفة مكشوفة على السطح مصمّمة للتجهيزات وعروض الأفلام والفعاليات، ومطعم ومتجر ومقهى .
يستلهم المركز تصميمه، وكذلك فكرة برنامج تنظيم المعارض بالمركز، من موقع المبنى على خور دبي، حيث نحتت على جدرانه الداخلية والخارجية رسومات بالغة الروعة بهدف إضفاء أقصى قدر من الشعور بالانفتاح والترحاب. تتدفق أشعة الضوء إلى صالات العرض والمكتبة من خلال الحدائق السبع التي تتخلل المبنى، بطريقة تبعث على الراحة والطمأنينة، وتتيح تفاعلاً مباشراً للفنون، والكتب، والمساحة مع الطبيعة الغنّاء في الهواء. وكونه مبنىً متعدد التخصّصات ، فقد جاء تصميمه على هيئة سلسلة من المقصورات بأبعاد مختلفة ومتصلة ببعضها البعض من خلال رواق من طابق واحد، ما يوفر أقصى حد ممكن من مرونة التنظيم، حيث تتوفر في المركز منصات مشاريع وعروض تتراوح ما بين الصالات الفردية الصغيرة وحتى صالات العرض ذات الارتفاع المزدوج لتلبية متطلبات التجهيزات المتكاملة وغيرها من الأعمال التي تتطلب قدراً أكبر من الاستعدادات.
ويبدو المبنى معاصراً إلى حد بعيد بالرغم من أن الرواق والحدائق المفتوحة تستوحي تصميمها من التقاليد المعمارية الثرية بتفاصيلها في المنطقة، حيث تكسوه ألواح الألومنيوم الأبيض المتلألئ التي تتداخل مع الأعمدة الخرسانية الرمادية والممرات المكسوة بألواح الموازييك السوداء.
الحدائق
صُممت حدائق مركز جميل للفنون من قبل مهندسة االمناظر الطبيعية أنوك فوغل، وجاءت على هيئة سبع باحات مستدامة ومفتوحة للهواء الطلق، تشع بنورها على المركز لتستدعي لحظات من التوقف والتأمل.
تمثل كل حديقة بتصميمها وطابعها المتفرد بيئة صحراوية مميزة، وتحمل كلا منها اسم بلد، أو منطقة، أو نوع محدد، وهي حديقة ناميب، حديقة سقطرى، حديقة تشيهواهوا، حديقة أستراليا، حديقة خيط الحرير، الحديقة العربية، وحديقة الغابات الشائكة. تحتوي كل واحدة من هذه الحدائق السبعة على مجموعة من النباتات النحتية التي يعود موطنها الأصلي إلى بيئات صحراوية مختلفة حول العالم. تضم الحدائق 149 نوعاً من النباتات النادرة مثل شجرة دم التنين، وشجرة أدينيا أوكوتيلو، وأشجار السلحفاة، بالإضافة إلى النباتات المألوفة مثل شجرة الأوة فان وشجرة الصبار .
استوحت فوغل تصميم الحدائق من تاريخ المغامرين النباتيين، وكذلك الطرق التي تمر بها بذور النباتات وأصنافها في جميع أنحاء العالم، ويمكن مشاهدة النباتات ذات المصادر الطبيعية والفريدة من نوعها وهي تقف في مواجهة قطع الموازييك الوردي الناعم والتماثيل المنحوتة لتشكل معاً مشهداً باعثاً على التأمل داخل صالات العرض والمكتبة وحافزاً للتعليم البيئي لجميع الأعمار. يمكن زيارة قسم “ماذا لدينا“ للحصول على معلومات حول الجولات وورش العمل.
أُنشئت الحديقة الثامنة التي يطلق عليها اسم حديقة الفنان في موقع يتوسط الصالة الثانية والثالثة ويطل على الرواق والخور، وأشرف على تنفيذها مجموعة من الفنانين من خلال التكليفات الفنية والمعارض، لتكون متنفساً للفنانين لممارسة فنونهم والتعبير عن شغفهم بالحياة النباتية ومعنى ورمزية النباتات، أو الاستلهام من خور دبي نفسه، أو التعمق في المواضيع التي تتطرّق إليها المعارض بالمركز.
هناك على جانب الخور، تتواجد مساحة مخصصة لمشتل الجداف المجتمعي”؛ وهو مشروع تعاوني بين مجموعة من السكان المحليين الذين اجتمعوا تحت شعار “أصدقاء مشتل الجداف المجتمعي”، وشركة البيادر الرائدة في الاستدامة والابتكار. تعد الحديقة بمثابة منصة للتعارف وتآلف المقيمين، وفرصة تمكنهم من التعرف على مجموعات النباتات الصالحة للأكل والعناية بها، ومناقشة أهمية البستنة والطعام الذي نتناوله واستكشاف الممارسات المستدامة من خلال أيام مخصصة للزراعة والحصاد والمحادثات وورش العمل العائلية.